نام کتاب : معاوية في الميزان نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 41
3 ـ آثار معاوية على القيم الإسلامية:
لم يكتف معاوية
ولا أنصاره من السلفية بتشويه الشخصية الإسلامية، ولا بنظام الحكم الإسلامي المبني
على العدالة، وإنما راحوا فوق ذلك كله يشوهون كل تلك المعاني والقيم والنبيلة التي
جاء بها الإسلام، والتي تضمنتها مصادره المقدسة.
ومن الآليات
التي نفذ بها ذلك التشويه توفير كل الفرص لليهود الذين راحوا يفسرون القرآن الكريم،
ويشوهون معانيه عبر تشويه تلك النماذج الطاهرة من الأنبياء الكرام الذين طلب من
المؤمنين أن يتخذوهم قدوة وأسوة.
ولذلك كانت
المساجد مفتوحة لليهود وتلاميذهم في عصر معاوية وفيما بعده من العصور، ليكتسب كعب
الأحبار ووهب بن المنبه وغيرهما الكثير من الطلبة والتلاميذ الذين يأخذون عنهم،
فتختلط رواياتهم جميعا بالقرآن الكريم، وبحديث رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم،
حتى تصبح تلك العجينة المركبة من الأهواء والمقدسات عجينة تتلقفها كل الأجيال
باعتبارها دين الله.
أما أولئك
الصادقون المخلصون من المؤمنين، فقد زج بهم فيما يسمونه كذبا وزورا فتوحات
إسلامية، وهل يمكن لرجل يشوه الإسلام ويشوه كل قيمه أن يقوم بمثل هذه الفتوحات،
التي لم تكن سوى نزعة توسعية لا تختلف عن النزعات التوسعية التي امتلأت بها قلوب
الأباطرة والظلمة عبر التاريخ.
ولذلك فإن تلك
المقولة التي يرددها السلفيون ومن يتبعهم من الحركات الإسلامية من أن معاوية كان
من الفاتحين، وأن ذلك وحده كاف في فضله، لا معنى لها، لأن هذا الدين بمصادره
المقدسة جاء ليحيي المعاني الإنسانية النبيلة الطاهرة، ولم يأت ليقتبل أو ليذبح أو
ليقوم بتوسع على أي أساس عسكري.
ومن أخطر
الكذبات في هذا تلك الرواية التي أشاعوها، وعلى أساسها حكموا
نام کتاب : معاوية في الميزان نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 41