responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المزارات الدينية بين الرؤية الإيمانية والرؤية التكفيرية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 46

بل إن الكثير منهم، راح يحكم عليه بأشد الأحكام بسبب ذلك، ومن الأمثلة عليها ما قال الفقيه الشيخ تقي الدين أبي بكر بن محمد الحسيني الحصني الشافعي في بعض كتبه عنه: (الحمد لله مستحق الحمد زيارة قبر سيد الأولين والآخرين محمد a وكرّم ومجّد من أفضل المساعي وأنجح القرب إلى رب العالمين وهي سُنة من سنن المسلمين ومجمع عليها عند الموحدين ولا يطعن فيها إلا من في قلبه خبث ومرض المنافقين وهو من أفراخ السامرة واليهود وأعداء الدين من المشركين، ولم تزل هذه الأمة المحمدية على شدّ الرحال إليه على ممر الأزمان من جميع الأقطار والبلدان سواء في ذلك الزرافات والوحدان، والعلماء والمشايخ والكهول والشبان، حتى ظهر في آخر الزمان، في السنين الخداعة مبتدع من حـران لبّـس على أتباع الدجال ومن شابههم من شين الأفهام والأذهان، وزخرف لهم من القول غروراً كما صنع إمامه الشيطان فصدهم بتمويهه عن سبل أهل الإيمان، وأغواهم عن الصراط السوي إلى بُنيات الطريق ومدرجة الشيطان فهم بتزويقه في ظلمة الخطأ والإفك يعمهون، وعلى منوال بدعته يهرعون، صُمّ بُكم عُميّ فهم لا يعقلون)[1]

وغيرها من المقالات التي اتفق عليها أكثر علماء المدارس الإسلامية، والتي سنرى بعض الأمثلة عنها في الفصل الثاني.. لكن المشكلة لا تكمن هنا، إذ أن مقولات ابن تيمية، وبعد أن حمل عليها الفقهاء حملتهم الكبرى، وزال أثرها من الواقع، نبتت من جديد في عصر الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ثم بنى عليها أحكامه التكفيرية المعروفة، ولذلك خرجت المسألة في عهده من المحرمات والبدع إلى اعتبارها من نواقض الإيمان، بل اعتبارها من أكبر نواقضه.

وقد ازداد ما ذكره ـ بفعل الدور السعودي في نشر الفكر الوهابي ـ حتى صارت زيارة الأضرحة من الأمور التي لا يختلف الناس في تكفير فاعلها، واعتباره مشركا شركا جليا، بسبة


[1] الفتاوى السهمية في ابن تيمية، أجاب عنها جماعة من العلماء.

نام کتاب : المزارات الدينية بين الرؤية الإيمانية والرؤية التكفيرية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 46
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست