responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المزارات الدينية بين الرؤية الإيمانية والرؤية التكفيرية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 235

وهذه النصوص المقدسة لا تنهى عن الزيارة، وإنما تنهى عن الإعجاب والتأثر والولاء للمفسدين وعدم البراءة منهم، كما أشار إلى ذلك ابن الجوزي عند شرحه لمعنى البكاء في قوله a: (لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا إلا أن تكونوا باكين)، فقد قال: (إنما ينشأ البكاء عن التفكر، فكأنه أمرهم في التفكر في أحوال توجب البكاء)[1]

وبذلك فإن الزائر للآثار الرومانية أو المصرية أو غيرها من الآثار الممتلئة بالهيبة، لا يصح أن يغفل هذا الجانب الذي أشار إليه رسول الله a؛ فرسول الله a لم يأمر بتخريب الآثار مثلما فعل الوهابية، أو مثلما فعلت سليلتها داعش والقاعدة، وإنما أمر بالاعتبار بها، وتذكر المستضعفين والصالحين الذين أصابهم ما أصابهم من البلاء فيها.

2ـ الآثار ودورها في الارتباط الروحي بالصالحين:

وهي من الأدوار المهمة جدا، والتي تحقق معنى من معاني المحبة في الله، والتي ورد في النصوص المقدسة الكثيرة الثناء عليها، ففي الحديث الذي ذكر فيه رسول الله a (السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله): (ورجلان تحابا في الله، اجتمعا عليه، وتفرقا عليه)[2]، وقال a: (إن الله يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي، اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي)[3]

وزيارة الأولياء والصالحين من هذا النوع، ذلك أنه ليس فيها أي مصلحة للزائر سوى تلك المحبة النابعة من قلبه لهم بحكم كونهم صالحين، وهو معنى المحبة في الله الخالية من أي غرض؛ فليس من شرط المحبة في الله كون المتحابين أحياء كما قد يتوهم.


[1] كشف المشكل من حديث الصحيحين، جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي، المحقق: علي حسين البواب، دار الوطن – الرياض، 2/483.

[2] رواه البخاري برقم 660 ومسلم برقم 1031.

[3] رواه مسلم برقم 2566.

نام کتاب : المزارات الدينية بين الرؤية الإيمانية والرؤية التكفيرية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 235
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست