نام کتاب : المزارات الدينية بين الرؤية الإيمانية والرؤية التكفيرية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 20
أن كل تلك الأحكام المجحفة التي نطقوا بها في حق
المسلمين لم تكن من مذاهب السلف الصالحين، بل هي من مذاهب الفئة الباغية التي أخبر
عنها رسول الله a، والتي
تخرج على الأمة بالسيف والتكفير.
ففي الحديث أن رجلا سأل جابر بن عبد الله الصحابي
الجليل: هل كنتم تدعون أحدا من أهل القبلة مشركا؟ قال: معاذ الله، ففزع لذلك، قال:
هل كنتم تدعون أحدا منهم كافرا؟ قال: لا[1].
وعن يزيد الرقاشي أنه قال لأنس بن مالك: يا أبا حمزة
! إن أناسا يشهدون علينا بالكفر والشرك، قال: أولئك شر الخلق والخليقة[2].
وهكذا روي عن عمرو بن مرة الجملي، فقد ذكره مسعر بن
كدام، فقال: (ما أدركت من الناس من له عقل كعقل ابن مرة، جاءه رجل
فقال: ـ عافاك الله ـ جئت مسترشداً، إنني رجل دخلت في
جميع هذه الأهواء فما أدخل في هوى منها إلا القرآن أدخلني فيه ولم أخرج من هوى إلا
القرآن أخرجني منه حتى بقيت ليس في يدي شيء، فقال له عمرو بن مرة: الله
الذي لا إله إلا هو جئت مسترشداً؟ فقال: والله الذي لا إله إلا هو لقد جئت مسترشداً. قال: نعم
أرأيت هل اختلفوا في أن محمداً رسول الله وأن ما أتى به من الله حق؟ قال: لا. قال: فهل
اختلفوا في القرآن أنه كتاب الله؟ قال: لا. قال: فهل اختلفوا في دين الله أنه الإسلام؟ قال: لا. قال: فهل
اختلفوا في الكعبة أنها قبلة؟ قال: لا. قال: فهل اختلفوا في الصلوات أنها خمس؟ قال: لا. قال: فهل
اختلفوا في رمضان أنه شهرهم الذي يصومونه؟
قال: لا. قال: فهل
اختلفوا في الحج أنه بيت الله الذي يحجونه؟
قال: لا. قال: فهل
اختلفوا في الزكاة أنها من مائتي درهم خمسة؟ قال: لا. قال: فهل
اختلفوا في الغسل من الجنابة أنه واجب؟ قال: لا. قال مسعر: فذكر هذا
[1]
رواه أبو يعلى والطبراني في الكبير، مجمع الزوائد ومنبع الفوائد،1/ 107.
[2]
رواه أبو يعلى، مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، 1/ 107.
نام کتاب : المزارات الدينية بين الرؤية الإيمانية والرؤية التكفيرية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 20