نام کتاب : المزارات الدينية بين الرؤية الإيمانية والرؤية التكفيرية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 192
بناء على هذا كله نرى كبار أعلام الحنابلة، وفي
المصادر الكبرى للفقه الحنبلي، ينصون على ما ينص عليه سائر المدارس الإسلامية من
الموقف من زيارة الأضرحة، والتوسل والاستغاثة، وسنذكر بعض النماذج عن كلا الموقفين
هنا:
1 ـ
موقف مدرسة الحنابلة من زيارة الأضرحة:
أول المواقف التي نصادفها في مصادر الحنابلة،
والمرتبطة بزيارة الأضرحة والتوسل والاستغاثة بأصحابها، موقف الإمام أحمد بن حنبل
صاحب المذهب نفسه، فقد روى عنه أتباع مذهبه، سواء كانوا تلاميذ مباشرين أو غير
مباشرين الكثير من الروايات الدالة على تأييده للزيارات والتوسل والاستغاثة.
ومن ذلك ما رواه المروزي عنه في منسكه، ونقله عنه ابن
تيمية في [الرد على الأخنائي] فقد جاء فيه: (وسل الله حاجتك متوسلا إليه بنبيه a تقض من الله عز وجل)[1]
وجاء في كتابه [العلل ومعرفة الرجال ما نصه: (سألته
عن الرجل يمس منبر النبي a ويتبرك بمسه ويقبله ويفعل بالقبر مثل ذلك أو نحو هذا
يريد التقرب إلى الله جل وعز فقال: (لا بأس بذلك)[2]
وجاء في كتاب [سؤالات عبد الله بن أحمد بن حنبل لأحمد]:
(سألت أبي عن مس الرجل رمانة المنبر يقصد التبرك، وكذلك عن مس القبر، فقال: (لا
بأس بذلك)[3]
ومع هذا نجد ابن تيمية يدعي ادعاء عريضا حين يخبر عن
اتفاق الأئمة على أن قبر النبي a لا يمس
خوفا من الشرك، فقد قال في (مجموع الفتاوى): (واتفق الأئمة على أنه لا يمس
[1]
الرد على الأخنائي (ص 168)، وذكر معناه برهان الدين بن مفلح في المبدع (2/ 204)
وقريب منه ما في الإقناع للعلامة الحجاوي (1/ 208) والفروع لشمس الدين ابن مفلح
(توفي 763 هـ) (2/ 159) وغيرهم.