نام کتاب : المزارات الدينية بين الرؤية الإيمانية والرؤية التكفيرية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 134
عند التيار السلفي: (ما برح المستفتون يُستفتَوْن،
فيُحل هذا، ويُحرِّم هذا، فلا يرى المحرِّم أنَّ المحلِّل هلك لتحليله، ولا يرى
المحلِّل أن المحرِّم هلك لتحريمه)[1]
ومثله قال سفيان الثوري، وهو من الذين يعتبرهم التيار
السلفي من أئمته الكبار: (إذا رأيت الرجل يعمل العمل الذي قد اختُلف فيه وأنت ترى
غيره فلا تنهه)[2]
ومثله قال عطاء، وهو من أعيان المدرسة السلفية
الأولى: (لا ينبغي لأحد أن يفتي الناس حتى يكون عالما باختلاف الناس، وإن لم يكن
كذلك ردّ من العلم ما هو أوثق من الذي هو في يده)[3]،
ومثله قال الموفق ابن قدامة المقدسي في المرجع الذي
يعتمده التيار السلفي عند ذكره للأخلاق والآداب [الآداب الشرعية]: (لا ينبغي لأحد
أن ينكر على غيره العمل بمذهبه؛فإنه لا إنكار على المجتهدات)[4]
وهكذا قال الغزالي، وهو من كبار أئمة الشافعية، بل له
حضور في كل المذاهب الفقهية: (فكل ما هو محل الاجتهاد فلا حسبة فيه فليس للحنفي أن
ينكر على الشافعي أكله الضب والضبع ومتروك التسمية، ولا للشافعي أن ينكر على
الحنفي شربه النبيذ الذي ليس بمسكر وجلوسه في دار أخذها بشفعة الجوار إلى غير ذلك
من مجاري الاجتهاد)[5]
وقال أبو إسحاق الشيرازي، وهو من كبار أصوليي وفقهاء
الشافعية: (الصحابة
[1]
جامع بيان العلم وفضله، أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر، تحقيق: أبي
الأشبال الزهيري، دار ابن الجوزي، المملكة العربية السعودية، الطبعة: الأولى، 1414
هـ - 1994 م، (2/903)
[2]
الفقيه والمتفقه، أبو بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي، المحقق: أبو عبد الرحمن
عادل بن يوسف الغرازي، دار ابن الجوزي –
السعودية، الطبعة: الثانية، 1421هـ، (2/69)