نام کتاب : المزارات الدينية بين الرؤية الإيمانية والرؤية التكفيرية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 105
للأحاديث دليل على عدم بلوغ الحديث لهم، لا دليلا
على ضعف الحديث أو صرفه عن حقيقة معناه، وقد جعل ابن تيمية نفسه ـ هذا المعنى ـ من
أسباب الخلاف الفقهي في كتابه (رفع الملام عن الأئمة الأعلام)، بل اعتبره أول
الأسباب، فقال:(السبب الأول أن لايكون الحديث قد بلغه، ومن لم يبلغه الحديث لم
يكلف أن يكون عالما بموجبه، وإذا لم يكن قد بلغه وقد قال في تلك القضية بموجب ظاهر
آية أو حديث آخر أو بموجب قياس أو موجب استصحاب فقد يوافق ذلك الحديث تارة ويخالفه
أخرى وهذا السبب هو الغالب على أكثر ما يوجد من أقوال السلف مخالفا لبعض الأحاديث
فان الاحاطة بحديث رسول لله a لم تكن لأحد من الأمة)[1]
الحديث الثاني:
ما ورد من الروايات الكثيرة التي تخبر عن الحياة بعد
الموت، وعلاقة تلك الحياة بالأحياء على الأرض، أو علاقتها بالقبور، وهي التي يستند
إليها أصحاب الرؤية الإيمانية في التعامل مع الصالحين وهم موتى، وكأنهم أحياء،
فيخاطبونهم، مثلما يخاطبون الأحياء تماما.
ومن تلك الأحاديث قوله a:
(الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون)[2]،
وقوله a في الحديث الذي رواه مسلم:
(مررت على موسى وهو قائم يصلي في قبره)[3]
وقد قال ابن القيم – وهو تلميذ ابن تيمية النجيب - في نونيته عند الكلام على حياة
الرسول بعد مماتهم[4]:
[2]
رواه البيهقي في حياة الأنبياء (ص15). وأبو يعلى في مسنده (6/147)، وأبو نعيم في
أخبار أصبهان (2/44)، وابن عدي في الكامل (2 / 739)، وقال الهيثمي في المجمع (8
/211): (ورجال أبي يعلى ثقات).
[3]
مسلم (4/1845)، وأحمد (3 /120) والبغوي في شرح السنة (13 / 351) وغيرهم.