سكت، فقال: فأين ما قال بولس إذن: (مخلصنا يسوع الذي
أبطل الموت، وأنار الحياة والخلود) (تيموثاوس (2) 1/10)؟.. وأين قوله: (بإنسان
واحد دخلت الخطية إلى العالم، وبالخطية الموت، وهكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس
إذ أخطأ الجميع ) ( رومية 5/12 )؟
إن المسيح لم
يبطل بصلبه ولا بدعوته أي موت سواء كان موتاً حقيقياً أو موتاً مجازياً، إذ مازال
الناس في الخطيئة يتسربلون.
وأما الموت
الحقيقي فليس في باب العقوبة في شيء، بل هو أمر قد كتب على بني آدم برهم وفاجرهم
على السواء، قبل المسيح وبعده وإلى قيام الساعة، كما كتب الموت على الحيوان
والنبات فما بالهم يموتون؟ وهل موتهم لخطأ جدهم وأصلهم الأول أم ماذا !؟
ثم إن هناك
من لا يملك المسيحيون دليلاً على موتهم، فنجوا من الموت من غير فداء المسيح، وذلك
مثل أخنوخ وإيليا اللذين رفعا إلى السماء وهم أحياء كما في الأسفار المقدسة (تكوين
5/24، وملوك (2) 2/11، وعبرانيين 11/5 )
إذن.. ليس
هناك علاقة بين الموت وخطيئة آدم.
وكذلك فإن
القصاصات الأخرى ما تزال قائمة فما زال الرجال يكدون ويتعبون، وما تزال النساء
تتوجع في الولادة.. يستوي في ذلك المسيحيون وغيرهم.
لست أدري كيف
قلت له: إن قومنا يذكرون أن بقاء هذه الأمور لم يعد من باب العقوبة.. فقد افتدانا
المسيح من لعنة الموت مثلاً، وليس من الموت.. وهكذا العقوبات؟
قال: من
السهل لقومنا أن يقولوا ما شاء أن يقولوا.. أو يتهربوا بما شاءت لهم أهواؤهم أن
يتهربوا..
قام من مكتبه
على هيئة المستعجل، وقال: حتى لو أجبتك عن هذا.. فسيحولون من جوابي زوابع أخرى..
هكذا علمهم بولس.. وهكذا علمهم القديسون.. وهكذا علمهم قبل