صمت، فقال: إن هذا القول يلزمكم
بإضافة أقانيم كثيرة للإله الواحد:
أولهم تلاميذ المسيح، فقد ذكر المسيح لهم أن
بإمكانهم غفران الذنوب التي تتعلق بحقوقهم الشخصية، بل وكل الذنوب والخطايا، كما
في متى :( إن غفرتم للناس زلاتهم، يغفر لكم أيضاً أبوكم السماوي، وإن لم تغفروا
للناس زلاتهم لا يغفر لكم أبوكم أيضاً زلاتكم )(متى 6/14-15)
بل ورد في يوحنا ما هو أخطر من ذلك، فيقول :( من
غفرتم خطاياه تغفر له، ومن أمسكتم خطاياه أمسكت)(يوحنا 20/28)
وهذا السلطان دفع لكل التلاميذ، كما في متى :( الحق
أقول لكم: كل ما تربطونه على الأرض يكون مربوطاً في السماء، وكل ما تحلّونه على الأرض
يكون محلولاً في السماء، وأقول لكم أيضاً: إن اتفق اثنان منكم على الأرض في أي شيء
يطلبانه فإنه يكون لهما من قبل أبي الذي في السموات )(متى 18/18-20)
وليس التلاميذ فحسب.. بل إن هذا السلطان يمتد إلى
الكنيسة التي ورثت هذا السلطان عن بطرس.. فقد أصبح القسس يغفرون للخاطئين عن طريق
الاعتراف أو صكوك الغفران، واعتمدوا في إقرار ذلك على وراثتهم للسلطان الذي دفع
لبطرس، كما في متى :( أنت بطرس.. وأعطيك مفاتيح ملكوت السماوات، فكل ما تربطه على
الأرض يكون مربوطاً في السماوات، وكل ما تحله على الأرض يكون محلولاً في السماوات
)(متى 16/19 )، فلو غفر بطرس أو البابا وارثه لإنسان غفرت خطيئته من غير أن يقتضي
ذلك ألوهيته.
النزول:
قلت: ومما يستدل به على طبيعة المسيح ما نقلته
الأناجيل من أن المسيح قد أتى من فوق أو من السماء، و( الذي يأتي من فوق هو فوق
الجميع )(يوحنا 3/31)، ولهذا نحن نرى صورة ألوهيته مشرقة في قوله:( أما أنا فمن
فوق، أنتم من هذا العالم، أما أنا فلست من هذا العالم)(يوحنا