قال: إذا رجعنا لمزامير داود في العهد القديم وجدنا
أن البشارة هي الفقرة الأولى من المزمور رقم 110، ولفظها ـ كما في الترجمة
الكاثوليكية الحديثة :( قال الرب لسـيّدي اجلس عن يميني حتى أجعل أعداءك موطئا
لقدميك)[1]
فما عبر عنه المسيح بلفظة ربي، هو في الحقيقة بمعنى
سيدي.. ولذلك نجد أن الترجمات العربية المختلفة للعهد الجديد، خاصة القديمة منها
كانت تستخدم لفظة السيد في مكان لفظة الرب، ولفظة المعلم في مكان لفظة رابِّـي.
قلت: أنت تهرب إلى اختلاف الترجمات.
قال: لا بأس.. فلنبق على كلمة :( ربي).. بمراجعة
بسيطة للأناجيل ندرك أن لفظة الرب تستخدم بحق المسيح بمعنى السيد والمعلم، فقد جاء
في إنجيل يوحنا (1: 38) مثلا :( فقالا: ربي! الذي تفسيره يا معلم، أين تمكث؟)..
وجاء فيه أيضا: (20: 16):( قال لها يسوع: يا مريم! فالتفتت تلك وقالت له: ربوني!
الذي تفسيره يا معلم)
بل إن القرآن الكريم مع تشدده في نفي ذرائع الشرك
استخدم هذه اللفظة بهذا المعنى، فقد جاء فيه :) يَا صَاحِبَيِ
السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً )(يوسف: من الآية41)،
وجاء فيه :) وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا
اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي
السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ) (يوسف:42)
قلت: فما المراد من تلك العبارة إذن؟
قال: إن ما يريده المسيح من عبارته تلك هو تذكير
اليهود بمقامه العظيم قائلا لهم: كيف