تفاجأت
من هول ما ذكرت، وقلت: كرستينا أوناسيس!؟.. ابنة المليونير المشهور (أوناسيس) ذلك
الذي يملك المليارات.. ويملك معها الجزر.. والأساطيل؟
قالت:
أجل.. لقد مات أبي.. وقبله ماتت أمي.. وبينهما مات أخي.. وبقيت الوارثة الوحيدة مع
زوجة أبي لهذه الثروات الطائلة.. أتدري ـ أيها الباحث عن السعادة ـ كم ورثت؟
قلت:
أعلم أنك من عائلة غنية جدا..
قالت:
لقد ورثت من أبي ما يزيد على خمسة آلاف مليون ريال.. وورثت أسطولا بحريا ضخما..
وورثت جزرا كاملة.. وورثت شركات طيران.. لكني مع ذلك كله لم أذق طعم السعادة لحظة
في هذه الحياة..
لقد
عشت حياة ممتلئة بالشقاء.. أما أمي.. فقد ماتت بعد حياة مأساوية، كان آخر فصولها
الطلاق.. وأما أخي.. فقد هلك بعدما سقطت به طائرته، التي كان يلعب بها.. وأما
أبي.. فقد اختلف مع زوجته الجديدة التي هي (جاكلين كندي).. وقد اختار لشقاوته أن
يتزوج زوجة الرئيس الأمريكي السابق (كندي).. لتجعله رغم غناه عبدا لها.. لقد صرف
عليها ملايين الدولارات.. لا لشيء إلا لأجل أن يقال: إنه تزوج بزوجة الرئيس
الأمريكي (جون كندي)، ومع ذلك فقد عاش معها في شقاء دائم.. لقد كان عبدا لها بكل
ما تحمله هذه الكلمة من معان.
بعد أن
يئست من أن أجد السعادة في المال بحثت عنها في الرجال.. لقد تصورت أني إن تزوجت
سأعيش السعادة التي كانت حلمي الأكبر..
في
حياة أبي تزوجت برجل أمريكي.. لكني لم أعش معه إلا شهورا، ثم طلقته.. أو طلقني.. ثم
تزوجت برجل من أهل بلدي.. يوناني.. لكن الآخر لم يكن