قلت:
لقد توعد الشيطان البشر بأن يغيرهم عن الجبلة التي خلقوا عليها.
قال:
أجل.. لقد آلمه أن يأمر الله تعالى الملائكة بالسجود لآدم، فلذلك راح يتوعد بأن
يحولهم من آدميتهم إلى شيطانيته.. قال تعالى: ﴿ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ
مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا (118) وَلَأُضِلَّنَّهُمْ
وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ
وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ﴾ [النساء: 118، 119]
قلت:
وقد أفلح في دعواه..
قال:
أجل.. وخصوصا مع أدعياء التطور.. فهم يتوهمون أن كل جديد يأتون به من بنات أفكارهم
وإبداعهم، بينما هو في حقيقته ليس سوى وساوس شيطانية، وتلبيسات إبليسية.
قلت:
أتعتبر الحضارة التي يدعو إليها التطوريون حضارة إبليسية.
قال:
أنا لا أقع فيما يقع فيه المعممون من الأخطاء.. بل كما ميزت بين الحق والباطل في
عالم الحقائق أميز بين الخير والشر في عالم القيم.
قلت:
كيف ذلك؟
قال:
لقد رأيت التطوريون يخلطون بين المبادئ والممارسات..
قلت:
لم أفهم..
قال:
لن تفهم أسرار الثبات والتطور في القيم حتى تفرق بين المبادئ القيمية، والممارسات
القيمية.. فالمبادئ القيمية ثابتة، والممارسات القيمية متغيرة متطورة.
أ ـ المبادئ القيمية:
قلت: فحدثني عن المبادئ القيمية.
قال:
المبادئ القيمية هي الثوابت التي تقوم عليها الحياة.. والتي اتفق الشرع والعقل على
تحسينها، وتقبيح ما يخالفها.