قلت:
أجل.. بالإضافة إلى أنه لبعده عن التوجه لربه تصبح لفهومه مصادر أخرى.. فقد ذكر
القرآن الكريم أن الله تعالى هو مصدر الفهم الصحيح للشريعة، ولكل شيء.. كما قال
تعالى: ﴿ فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا
﴾ [الأنبياء: 79]
قال:
بل أعطى قانون ذلك، فقال: ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ
وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 282]
قلت:
ألهذا اعتبر عدم الاحتكام لرسول الله a ضلالا وانحرافا، كما قال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ
وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ
الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ
ضَلَالًا مُبِينًا ﴾ [الأحزاب: 36]
قال:
بلى.. فقد فني رسول الله a عن
نفسه، فصارت أحكامه أحكام الله، وأقواله أقوال الله، ورضاه رضا الله، وسخطه سخط
الله.
قلت:
صدقت.. وقد قال الله تعالى مشيرا إلى ذلك: ﴿ لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ
الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا ﴾ [النور: 63]، وقال: ﴿وَمَا
يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾ [النجم: 3،
4]، وقد ورد في الحديث عندما سئل رسول الله a، فقيل له: (يا رسول الله أكتب عنك كل ما قلت في الغضب والرضا)،
فقال: (اكتب فوالذي بعثني بالحق نبياً ما يخرج منه إلا حق) وأشار إلى لسانه [1].
قلت:
فكيف طبق قائدكم وحاكمكم هذا الركن من أركان التمكين؟
قال:
لقد كنا نراه مثالا للصدق والإخلاص والبعد عن كل صنوف الأنانية، حتى أنه لم يقبل
أن يحكمنا إلا بعد أن فرضنا عليه ذلك فرضا.. وقد كان فوق ذلك