الواضح المعالم، مجتمعا يعرف فيه كل طفل أباه ، ولا
يخجل من مولده، لا لأن الحياء منزوع من الوجوه والنفوس، ولكن لأن العلاقات الجنسية
قائمة على أساس نظيف صريح ، طويل الأمد واضح الأهداف، يرمي إلى النهوض بواجب
إنساني واجتماعي ، لا لمجرد إرضاء النزوة الحيوانية.
قالوا: عرفنا
الخامسة.. فحدثنا عن السادسة.. تلك التي ذكرها الله، فقال:﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ
وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (32) ﴾ (المعارج)
قال: رعاية الأمانات والعهود تبدأ من رعاية الأمانة الكبرى
التي عرضها الله على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها
الإنسان.. وهي أمانة العقيدة والاستقامة عليها اختيارا لا اضطرارا.. ومن رعاية العهد
الأول المقطوع على فطرة الناس وهم بعد في الأصلاب أن الله ربهم الواحد ، وهم
بخلقتهم على هذا العهد شهود.. ومن رعاية تلك الأمانة وهذا العهد تنبثق رعاية سائر
الأمانات والعهود في معاملات الأرض.
قالوا: عرفنا
السادسة.. فحدثنا عن السابعة.. تلك التي ذكرها الله، فقال:﴿ وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ
قَائِمُونَ (33) ﴾ (المعارج)
قال: لقد ناط الله بأداء الشهادة حقوقا كثيرة ، بل ناط بها
حدود الله ، التي تقام بقيام الشهادة، فلم يكن بد أن يشدد الله في القيام بالشهادة
، وعدم التخلف عنها ابتداء ، وعدم كتمانها عند التقاضي، ومن القيام بها أداؤها
بالحق دون ميل ولا تحريف.. وقد جعلها الله شهادة له هو ليربطها بطاعته، فقال:﴿ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ
لِلَّهِ..(2)﴾ (الطلاق)،
وجعلها هنا سمة من سمات المؤمنين وهي أمانة من الأمانات.
***
بقيت مدة في
قسم الهلع.. أتعلم من محمد ماضي أبي العزائم وأصحابه كيف أوجه الهلع إلى الجهة
الحسنى، وأتدرب على ذلك، وقد كانت تداريب في غاية الإرهاق