قال: لو عاينوا
ما نحن فيه لجالدونا عليه، ونافسونا فيه.
قلت: لقد
حدثتني أن أسوتك هو رسول الله a.. فحدثني عنه..
قال: رسول
الله a أعظم من أن يحاط به..
قلت: فحدثني
عن عبادته.
قال: لقد
وصفه شاعره ابن رواحة، فقال :
وفينا رسول الله يتلو كتابه
إذا انشق معروف من الفجر ساطع
أرانا الهدى بعد العمى فقلوبنا
به موقنات أن ما قال واقع
يبيت يجافي جنبه عن فراشه
إذا استثقلت بالكافرين المضاجع
وحدث عبد
الله بن الشخير قال : رأيت رسول الله a يصلي وفي
صدره أزيز كأزيز الرحى ، من البكاء.
وعن عبد الله
بن مسعود قال: صليّت مع النبي a ذات ليلة فلم
يزل قائماً حتى هممت بأمر سوءٍ. قلنا: ما هممت؟ قال: هممت أن أجلس وأدعه[1].
وعن حذيفة،
قال: صليّت مع النبي a ذات ليلة،
فافتتح البقرة فقلت: يركع عند المائة. قال: ثُمّ مضى فقلت: يصلي بها في ركعة فمضى،
فقلت: يركع بها ثم افتتح النساء فقرأها، ثم افتتح آل عمران فقرأها، يقرأ مترسلاً
إذا مرّ بآية فيها تسبيح سبّح، وإذا مرّ بسؤال سأل، وإذا مر بتعوّذ تعوَّذ، ثم ركع
فجعل يقول: سبحان ربي العظيم، فكان ركوعه نحواً من قيامه، ثم قال: سمع الله لمن
حمده، ثم قام طويلاً قريباً مما ركع، ثم سجد فقال: سبحان ربي الأعلى، فكان سجوده
قريباً من قيامه[2].