تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ
لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ (البقرة:183).. ثم يقول له: لهذه الغاية شرع الله
الصيام.. ولا يمكن أن تنال هذه الغاية، وأنت غافل عنها منشغل بنوم لا يزيدك من
الله بعدا..
وهكذا.. ظللت
وقتا طويلا أسمع المواعظ البليغة من القرآن، ومن السنة، ومن كلام الحكماء العقلاء..
ولكن الغافلين المساكين كانوا منشغلين عنها إما بشراب الغفلة.. أو ببعض اللهو
واللعب.. أو بالنوم الطويل.. أو باللغو الكثير..
2 ـ الفاسقون
بعد أن رأيت
ما رأيت في درك الغافلين حنت نفسي لأرى الدرك الثاني.. فسألت الواعظ المكلف بي عن
كيفية الدخول إليه.. وأي شراب سأشربه لأدخل إليه.. وماذا أقول.
فقال: الدرك
الثاني درك الفاسقين.
قلت: من
الفاسقون؟
قال: أولئك
الذين لم يقنعوا بما أباح الله لهم من الطيبات.. فراحوا يملأون حرص نفوسهم على
الأهواء والشهوات باللجوء للفواحش والمنكرات.
قلت: تبا لهم..
ألم يكفهم أن الله أباح لهم من كل الطيبات؟
قال: نفس
الإنسان تأبى الاستقرار.. ولذلك فإنها لا تحط الرحال أبدا.. ولذلك فهي إما في صعود
أو هبوط.
قلت: فلتحط
رحالها في المباحات.. ألا تكفي المباحات؟
قال: النفس
التي تدمن على الغفلة تطالب صاحبها كل يوم بجديد.. فإن لم تجد في المباحات الجديد
لجأت إلى الحرام..
ولهذا فقد
جعل أهل الله بينهم وبين الحرمات جدارا من المباحات، فهم يفرون منه ولا يقربونه..