وإلى هذا
المعنى الإشارة بقوله a: (إن الله تعالى إذا أحب عبدا دعا جبريل فقال :
إني أحب فلانا فأحبه ! فيحبه جبريل ثم ينادي في السماء فيقول : إن الله يحب فلانا
فأحبوه ! فيحبه أهل، ثم يوضع له القبول في الارض، وإذا أبغض عبدا دعا جبريل فيقول
: إني أبغضه، فيبغضه جبريل ثم ينادي في أهل السماء : إن الله تعالى يبغض فلانا
فأبغضوه ! فيبغضونه ثم توضع له البغضاء في الارض)[1]
قام آخر،
وقال: وعينا هذا.. لقد ذكرت لنا أنه لا حرج على من طلب المنزلة والجاه في قلب
أستاذه ورفيقه وسلطانه ومن يرتبط به، فهل ذلك مباح على الإطلاق؛ أو أنه يباح إلى
حد مخصوص على وجه مخصوص؟
قال زكريا:
لذلك ثلاثة وجوه؛ وجهان مباحان، ووجه محظور.
قال الرجل:
فما الوجه المحظور؟
قال زكريا: هو
أن يطلب قيام المنزلة في قلوبهم باعتقادهم فيه صفة وهو منفك عنها، مثل العلم
والورع، فيظهر لهم أنه عالم أو ورع وهو لا يكون كذلك.. فهذا حرام لأنه كذب وتلبيس إما
بالقول أو بالمعاملة.
قال الرجل:
فما الوجهان المباحان؟
قال زكريا:
أما أولهما فهو أن يطلب المنزلة بصفة هو متصف بها كقول يوسف a فيما أخبر الله تعالى عنه :﴿ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ
الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ (55)﴾ (يوسف)، فإنه طلب المنزلة في قلبه
بكونه حفيظاً عليماً، وكان محتاجاً إليه وكان صادقاً فيه.
وأما الثاني،
فأن يطلب إخفاء عيب من عيوبه ومعصية من معاصيه، حتى لا يعلم فلا