قلت: فهلم سر
بي إليها.. فما أحوجني إلى التخلص من درن نفسي.
1 ـ الجهل
سرت مع
الرفاعي إلى أول قسم من المدرسة، وكان اسمه (قسم الجهل)، فسألته متعجبا: عادة
المدارس أنها تعلمنا العلم، لا الجهل.
قال: لا يمكن
أن يتعلم العلم من لم يعلم أنه جاهل.. فالعلم بالجهل هو مقدمة العلم.. وقد ذكر
الله أن الأمم ما حجبت عن رسلها إلا بما توهمته من علمها.. لقد ذكر الله ذلك،
فقال:﴿ فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا
عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ(83)﴾
(غافر)
قلت: أنت
تذكرني بأخي قارون.. فقد كان عالما بالكيمياء وأسرارها، وقد أتيح له بسببها أن
يكتشف مركبات استطاع أن يكتسب من خلال تصنيعها أموالا ضخمة.. وقد جعله غروره يصيح
في كل حين :﴿.. إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي..(78)﴾
(القصص)
قال: شيخه
علم من أعلام هذه الأمة الكبار، وقد قدم من بخارى، واسمه [محمد بهاء الدين النبقشندي[1]] على اسم جده الأكبر مؤسس الطريقة النقشبندية.
دخلنا إلى
القسم، فرأينا الراغب يخاطب تلاميذه المحيطين به بقوله: والآن.. سلوني
[1]
أشير به إلى محمد بهاء الدين النقشبندي الأويسي البخاري شيخ الطريقه النقشبندية،
والنقشبند ـ من حيث المعنى ـ تنقسم الى قسمين ، القسم الأول منها هو ( النقش ) وهو
فعل يحمل نفس المعنى العربي، والقسم الثاني هو ( البند ) والبند باللغة الكردية
الفارسية والتركية هي الحبل أو الوتر ، لذا يقصد بالنقشبند : بنقش إسم الجلالة (
الله ) على حبال وأوتار القلب وشغافه .