وهكذا أخبر القرآن عن أقوام كثير صرعى بطونهم، قال
فيهم :﴿.. وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا
تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ (12)﴾ (محمد)
وعلى هذا
المنول حذر نبينا a أن نصير عبيدا لبطوننا، وأخبر
عن الفرق بين أكل المؤمن وأكل الكافر، فقال:(
المؤمن يأكل في معي واحد
والكافر يأكل في سبعة أمعاء)[1]
واعتبر a
السمنة انحرافا يقع في الأمة، فقال:( إن خيركم قرني، ثم الذين يلونهم ثم الذين
يلونهم، ثم يكون من بعدهم قوم يشهدون ولا يستشهدون ويخونون ولا يؤتمنون وينذرون
ولا يوفون ويظهر فيهم السمن)[2]
واعتبر a
من الإسراف أن يأكل الإنسان كلما اشتهى، فقال:( إن
من الإسراف أن تأكل كل ما اشتهيت)[3]
وتجشأ بعضهم عند
رسول الله a فقال له:(
أقصر عنا من جشائك، إن أطول
الناس جوعاً يوم القيامة أكثرهم شبعاً في الدنيا)[4]
ولم يكتف a
بذلك، بل حدد أقصى ما على العاقل أن يأكله، فقال:( ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه، بحسب
ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لابد فاعلاً فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث
لنفسه)[5]
ولم يكتف a
بذلك، بل ضرب بنفسه المثل، فقد كان – كما روى
جميع الثقاة عنه- يعيش حياة ممتلئة بالتقشف، تقول زوجه عائشة: (كان يأتي علينا
الشهر، وما نوقد