بل اعتبر
الله تعالى المال قواما للحياة، فقال :﴿ وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ
أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَاماً وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا
وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلاً مَعْرُوفاً(5)﴾ (النساء)
بل إنه لولا
المال ما أمكن تطبيق أمثال قوله تعالى :﴿ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ
أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ..(262)﴾ (البقرة)، وقوله :﴿
وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ
وَتَثْبِيتاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ
فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ
بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (265)﴾ (البقرة)
بل إن الله
تعالى – فوق ذلك كله- اعتبر الغنى من نعمه على
عباده، فقد امتن على نبيه a بقوله :﴿
وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى (8)﴾ (الضحى)، وقال نوح u
لقومه يبشرهم بثمرات الاستغفار :﴿ وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ
وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً(12)﴾ (نوح)،
وامتن على بني إسرائيل بقوله :﴿ ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ
عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ
نَفِيراً(6)﴾ (الاسراء)، وأخبر آثار التقوى، فقال :﴿ وَلَوْ أَنَّ
أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ
السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا
يَكْسِبُونَ(96)﴾ (الأعراف)
وهكذا فإنه a
صرح بخيرية المال، فقال:( نعما بالمال الصالح للرجل الصالح)[1]، ودعا لأنس، وكان في آخر دعائه قوله:( اللهم أكثر ماله وولده وبارك له
فيه )[2]
بعد أن أكملت
حديثي، ابتسم شعيب، وقال: بورك فيك يا بني، فقد عقبت تعقيبا حسنا على ما ذكرنا..
[1]
) رواه أحمد والحاكم وابن سعد، وأبو يعلى والطبراني في الكبير والبيهقي.