جاءت يوم القيامة أكثر ما كانت قطّ وقعد لها بقاع
قرقر، تستنّ عليه بقوائمها وأخفافها، ولا صاحب بقر لا يفعل فيها حقّها، إلّا جاءت
يوم القيامة أكثر ما كانت. وقعد لها بقاع قرقر. تنطحه بقرونها وتطؤه بقوائمها. ولا
صاحب غنم لا يفعل فيها حقّها. إلّا جاءت يوم القيامة أكثر ما كانت. وقعد لها بقاع
قرقر. تنطحه بقرونها وتطؤه بأظلافها، ليس فيها جمّاء ولا منكسر قرنها. ولا صاحب
كنز لا يفعل فيه حقّه. إلّا جاء كنزه يوم القيامة شجاعا أقرع. يتبعه فاتحا فاه.
فإذا أتاه فرّ منه. فيناديه: خذ كنزك الّذي خبأته. فأنا عنه غنيّ. فإذا رأى أن لا
بدّ منه. سلك يده في فيه فيقضمها قضم الفحل)[1]
وروي أنّ
امرأة من أهل اليمن أتت رسول اللّه a وبنت لها، في
يد ابنتها مسكتان (سواران) غليظتان من ذهب فقال: (أتؤدّين زكاة هذا؟) قالت: لا،
قال: (أيسرّك أن يسوّرك اللّه- عزّ وجلّ- بها يوم القيامة سوارين من نار)، قال:
فخلعتهما فألقتهما إلى رسول اللّه a.
فقالت: هما للّه ولرسوله a)[2]
وعن الأحنف
بن قيس قال: قدمت المدينة، فبينا أنا في حلقة فيها ملأ من قريش إذ جاء رجل أخشن
الثّياب أخشن الجسد، أخشن الوجه. فقام عليهم، فقال: بشّر الكانزين برضف[3] يحمى عليه في نار
جهنّم، فيوضع على حلمة ثدي أحدهم. حتّى يخرج من نغض كتفيه[4] ويوضع على نغض
كتفيه، حتّى يخرج من حلمة ثدييه يتزلزل. قال: فوضع القوم رؤسهم، فما رأيت أحدا
منهم رجع إليه شيئا. قال: فأدبر، واتّبعته حتّى جلس إلى سارية. فقلت: ما رأيت
هؤلاء إلّا كرهوا ما قلت لهم. قال: إنّ هؤلاء لا يعقلون شيئا، إنّ خليلي أبا