وإلى هؤلاء
يتوجه شهود نعي الدنيا وذمها.. وبسبب هؤلاء ذمت الدنيا ولعنت، وشهد الشهود على
نعيها.
وإلى هذا
وردت الإشارة بقوله a: (لا تَسُبُّوا
الدنيا، فنِعمَت مَطيّةُ المؤمن، فعليها يَبلُغ الخيرَ وبها ينجو من الشرّ. إنّه
إذا قال العبد: لَعَن اللهُ الدنيا، قالت الدنيا: لَعَن اللهُ أعصانا لربِّه!)[1]
وسمع الإمام
عليّ رجلاً يذمّ الدنيا، فقال لهـ: أيُّها الذامُّ للدنيا المغترُّ بغُرورها
المخدوعُ بأباطيلها، أتغترّ بالدنيا ثمّ تَذُمّها ؟! أنت المتجرّم عليها أم هي
المتجرّمة عليك ؟! متى استَهوَتك أم متى غَرَّتك ؟!... إنّ الدنيا دارُ صِدقٍ لمَن
صَدَقَها، ودار عافيةٍ لمَن فَهِم عنها، ودار غنىً لمَن تَزوَّد منها)[2]
وقال الإمام
الهادي: (الدنيا سوق، رَبِح فيها قومٌ وخَسِر آخَرون)[3]
***
بقيت مدة في
هذا القسم أستفيد من نوح علوم الترفع عن الدنيا.. وعندما أيقنت بأن الدنيا أحقر من
أن أبيع بسببها آخرتي طلب مني، كما طلب من جمع معي فقهوا ما فقهت أن نسير إلى قسم
آخر من أقسام تلك المدرسة[4].
2 ـ المال
بعد أن فتح
الله علي، فتعلمت أسرار الترفع عن ثقل الدنيا سرت إلى القسم الثاني،