وقال مخبرا عن الكفار في موقفهم من ربهم ومن أنبيائهم
:﴿ وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِّيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا
(81)﴾ (مريم)، وقال :﴿ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ
وَشِقَاقٍ (2)﴾ (ص)
قال ربعي: إن
الله تعالى فيما ذكرت من الآيات لم يعتب على العزة نفسها، وإنما عتب على من تعزز
بغير عزيز.. فأهان نفسه بذلك.. ولذلك، فإن من تعزز بالله.. فإن الله يعزه ولا يذله..
ألم تسمع إلى
قوله تعالى:﴿.. وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ
وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ (8)﴾ (المنافقون)
قال آخر: كيف
تجمع بين الآية التي ذكرتها وبين قوله تعالى:﴿ مَن كَانَ يُرِيدُ
الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا..(10)﴾ (فاطر)؟
قال زيد: لا
تنافي بين الآيتين؛ لأنّ العزّ الّذي هو للرّسول a والمؤمنين هو في الحقيقة ملك للّه ومخلوق له، وعزّه سبحانه هو المصدر
لكلّ عزّ، ومن ثمّ يكون عزّ الرّسول a والمؤمنين مستمدّ من عزّ اللّه تعالى.. وعلى هذا فالعزّ كلّه للّه،
والعزّة الّتي عند الإنسان لا تكون فضيلة محمودة إلّا إذا استظلّت بظلّ اللّه،
واحتمت بحماه.
***
بقينا مدة في
صحبة زيد يعلمنا العزة وأسرارها وآدابها، ويدربنا على ما تقتضيه من الصفات.. وبعد
أن رأى أهليتنا لهذا السر أمرنا بأن نسير لنبحث عن واحة أخرى من واحات الشدة
الإيمانية.
4 ـ الغيرة
قلت: فمن كان
شيخكم في الواحة الرابعة؟
قال: رجل من
علماء هذه الأمة وصالحيها، قدم من لبنان، ومن جبله الشامخ جبل عامل..