responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 161

أسبوعاً)

قال الرجل: فإن تعذر هذا العلاج.. فقد فقد في هذا الزمان أمثال محمد بن واسع.

قال: إن فقد محمد بن واسع، فلم تفقد أخباره وأخبار أصحابه من أولياء الله وأنبيائه.. فابحث فيها واسمعها، فلا شيء أنفع للنفس من سماع أحوال الصالحين ومطالعة أخبارهم، وما كانوا فيه من الجهد الجهيد، وقد انقضى تعبهم وبقي ثوابهم ونعيمهم أبد الآباد لا ينقطع، فما أعظم ملكهم وما أشدّة حسرة من لا يقتدي بهم فيمتع نفسه أياماً قلائل بشهوات مكدرة ثم يأتيه الموت ويحال بـينه وبـين كل ما يشتهيه أبد الآباد.

قلنا: فهلا حدثتنا من أخبار اجتهادهم[1] ما يملؤنا همة.

قال: لقد حدث بعض أصحاب الإمام علي قال: صليت خلف علي الفجر فلما سلم انفتل عن يمينه وعليه كآبة فمكث حتى طلعت الشمس ثم قلب يده وقال: والله لقد رأيت أصحاب محمد a وما أرى اليوم شيئاً يشبههم، كانوا يصبحون شعثاً غبراً صفراً قد باتوا لله سجَّداً وقياماً يتلون كتاب الله يراوحون بـين أقدامهم وجباههم، وكانوا إذا ذكروا الله مادوا كما يميد الشجر في يوم الريح وهملت أعينهم حتى تبل ثيابهم وكأن القوم باتوا غافلين - يعني من كان حوله –

وذكر الحسن من رآه من المجتهدين من الصحابة والتابعين لهم بإحسان، فقال: أدركت أقواماً وصحبت طوائف منهم، ما كانوا يفرحون بشيء من الدنيا أقبل، ولا يتأسفون على شيء منها أدبر، ولهي كانت أهون في أعينهم من هذا التراب الذي تطؤونه بأرجلكم، إن كان أحدهم ليعيش عمره كله ما طوي له ثوب ولا أمر أهله بصنعة طعام قط، ولا جعل بـينه وبـين الأرض شيئاً قط، وأدركتهم عاملين بكتاب ربهم وسنة نبـيهم إذا جنهم الليل فقيام


[1] في بعض الأخبار التي سنوردها بعض المبالغات التي لا يقر الشرع المداومة عليها، ولكنها مع ذلك قد تكون أسلوبا من الأساليب التي تعالج بها النفوس لترد إلى الطريق المستقيم.

نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 161
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست