قال: اعلموا
أولا (أنّ حالة دين الإنسان ليس
فيها قرار، فإما أن يكون الإنسان لا يزال راقياً في الدين، وإما أن يكون في
انحطاط.. خذوا مثالاً لذلك المزرعة إذا زودت بالماء الحلو والجو المناسب فإنها لا
تزال تخضر وتنمو وترقى في نضارتها وبهجتها، وأما إذا اختلف جوها أو لم تُسقَ بماء
فإذاً لم تقف نضارتها وخضرتها ونموها في مكانها عند ذلك بل تبدأ في الانحطاط،
فحالة دين الإنسان نفس هذه الحالة تماماً)[1]
قلنا: فكيف
نتعهد مزارع نفوسنا بالسقي والإصلاح؟
قال: هل ترون
الفلاح كيف يتعهد مزرعته بالسقي والإصلاح؟
قلنا: أجل..
ولكن الفلاح يتعامل مع التراب، ونحن نتعامل مع نفوسنا.
قال: ونفوسنا
تراب كالتراب.. وهي تحتاج إلى جهد لتنقيتها من حجارة الكبر، وأشواك الغرور، وديدان
الحسد، وغيرها من المعيقات التي تمنعها من إخراج الثمر الطيب.. وفوق ذلك تحتاج إلى
سماد الإيمان، ومياه الطهارة، وأضواء العرفان.. وغيرها من العناصر التي لا تطيب
ثمارها إلا بها.
قلنا: ولكن
الفلاح يبذل جهدا كبيرا في ذلك؟
قال: وأنتم كذلك لا يمكنكم أن تطهروا أرض أنفسكم من دون جهد،
ولا يمكنكم أن تغرسوا الصفات الفاضلة فيها من غير جهد[2].. ألم تسمعوا قوله تعالى:﴿
وَالَّذِينَ
جَاهَدُوا
[1]
ما بين قوسين هو من كلام الشيخ محمد إلياس من كتابه (الملفوظات)
[2]
تركز جماعة التبليغ في منهجها التربوي على ست الصفات تعتبرها أم الصفات ومنبعها،
وهي:
1- تحقيق اليقين على أنه لا
إله إلا الله سبحانه وتعالى وحسن اتباع النبي
2- الصلاة ذات الخشوع
والخضوع.
3- طلب العلم مع مداومة
الذكر.
4- إكرام المسلمين وحسن
الخلق.
5- تصحيح النية وإخلاصها
لله تعالى.
6- الدعوة إلى الله وبذل
الجهد للدين.
وهم لأجل التربية على هذه
الصفات يطلبون من الناس تفريغ الأوقات، والخروج في سبيل الله فترات محددة بحسب
الحاجة.