responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 134

له شيخ يهديه قاده الشيطان إلى طرقه لا محالة، فمن سلك سبل البوادي المهلكة بغير خفير فقد خاطر بنفسه وأهلكها ويكون المستقل بنفسه كالشجرة التي تنبت بنفسها فإنها تجف على القرب وإن بقيت مدة وأورقت لم تثمر فمعتصم المريد شيخه فليتمسك به)[1]

وقال: (كنت في مبدأ أمري منكرا لأحوال الصالحين ومقامات العارفين حتى صحبت شيخي (يوسف النساج)، فلم يزل يصقلني بالمجاهدة حتى حظيت بالواردات، فرأيت الله تعال في المنام فقال لي: يا أبا حامد دع شواغلك واصحب أقواما جعلتهم في أرضي محل نظري، وهم الذين باعوا الدارين بحبي قلت: بعزتك إلا أذقتني برد حسن الظن بهم، قال: قد فعلت، والقاطع بينك وبينهم تشاغلك بحب الدنيا، فاخرج منها مختارا قبل أن تخرج منها صاغرا، فقد أفضت عليك أنوارا من جوار قدسي، فاستيقظت فرحا مسرورا وجئت إلى شيخي (يوسف النساج) فقصصت عليه المنام فتبسم وقال: يا أبا حامد هذه ألواحنا في البداية، بل إن صحبتني ستكحل بصيرتك بإثمد التأييد)[2]

وقال: (إن الله عز وجل إذا أراد بعبد خيرا بصره بعيوب نفسه، فمن كانت بصيرته نافذة لم تخف عليه عيوبه، فإذا عرف العيوب أمكنه العلاج، ولكن أكثر الخلق جاهلون بعيوب أنفسهم، يرى أحدهم القذى في عين أخيه ولا يرى الجذع في عين نفسه، فمن أراد أن يعرف عيوب نفسه فله أربعة طرق)

وذكر منها (أن يجلس بين يدي شيخ بصير بعيوب النفس، مطلع على خفايا الآفات، ويحكمه في نفسه ويتبع إشاراته في مجاهداته وهذا شأن المريد مع شيخه والتلميذ مع استاذه فيعرفه أستاذه وشيخه عيوب نفسه ويعرفه طريق علاجها)[3]


[1] الإحياء.

[2] نقلا عن: شخصيات صوفية لطه عبد الباقي سرور ص (154).. والله أعلم بمدى صحة هذه الرواية.

[3] الإحياء.

نام کتاب : أسرار الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 134
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست