يخشى الفقر، وكان يقول:(لو عندي مثل أحد ذهبا ما سرني أن يأتي
علي ثلاث ليال، وعندي منه شئ إلا شيئا أرصده لدين) [1]
وقد كان أصحابه والمقربون إليه يعرفون
هذه الصفة فيه، ويصفونه بها، فعن علي أنه كان إذا نعت رسول الله قال: كان أجود
الناس كفا [2].. وعن أنس قال: كان رسول الله
أجود الناس[3].
وكان من الصفات التي عرفه من خلالها الكل هو أنه كان أبعد الناس
عن رد أي سائل يسأله، مؤتمرا في ذلك بما أمره الله تعالى به، قال تعالى:﴿
وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ ﴾ (الضحى:10)
وكان من الصفات التي عرف بها.. عرفه بها جميع الناس.. أنه لا
يسأل شيئا إلا أعطاه.
قال أنس : ما سئل رسول الله على الإسلام شيئا إلا أعطاه[4].
وقد ذكر نموذجا لذلك، فقال: فسأله رجل غنما بين جبلين فأعطاه
إياها، فأتى قومه فقال: يا قوم أسلموا، فوالله إن محمدا ليعطى عطاء من لا يخاف
الفقر[5].
قال أنس: وإن كان الرجل ليجئ إلى رسول
الله وما يريد بذلك إلا الدنيا، فما يمسي حتى يكون دينه أحب إليه من الدنيا وما
بينها [6].
وعن علي قال: كان رسول الله إذا سئل عن
شئ، فأراد أن يفعله قال: (نعم) وإن أراد