responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي الهادي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 478

من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال)

انظروا.. ألا ترون في هذا الدعاء كيف أن النبي a قد استعاذ بالله من كل مظهر من مظاهر الضعف: ضعف الإرادة بالهم والحزن، وضعف الإنتاج بالعجز والكسل، وضعف الجيب والمال بالجبن والبخل، وضعف العزة والكرامة بالدين والقهر؟

قال شكيب: بل إن النبي a صرح بذلك بقوله:(المؤمن القوي خيرٌ وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خيرٌ. احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز. وإن أصابك شيءٌ فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله، وما شاء فعل؛ فإن لو تفتح عمل الشيطان)[1]

انظروا.. إن هذا الحديث يدلنا على جميع أركان القوة التي يتأسس عليها بنيان المؤمن:

لقد بدأ رسول الله a ببيان خيرية المؤمن القوي، وهي خيرية مطلقة من كل قيد، تجعل كل مؤمن يبحث عن كل أسباب القوة لتتجلى فيه الخيرية بكمالها وشمولها.

ثم أمر a بالحرص على ما ينفع، وذلك لأن القوة قد تستغل فيما لا ينفع، فتكون على وبالا على ما ينفعها.. فلا يكفي أن تكون لدينا قوة، بل يجب أن نعرف أي نضعها، وكيف نستثمرها، وإلى من نوجهها.

لقد رأيت بعض الشباب في فترة من الزمن يتدربون على جميع أنواع القوى، فقرت عيني بذلك، وقلت في نفسي: هؤلاء هم ورثة محمد a، وبهؤلاء سوف يقوم دينه، وسوف يدخل الناس في دين الله أفواجا.. لكني ما لبثت حتى رأيتهم يحملون بقواهم على إخوانهم من المسلمين، فعرفت أن القوة التي لا توجه التوجيه النافع لن تزيد صاحبها إلا ضعفا.


[1] رواه مسلم.

نام کتاب : النبي الهادي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 478
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست