رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم، وعفيف متعفف ذو عيال)[1]
انظروا كيف جعل رسول الله a الحاكم العادل أول من ذكرهم من أهل الجنة.. وانظروا كيف قرنه بالرجل
الرحيم والرجل العفيف.. وكأنه a
يقول لنا: إن العدالة تنبني على هذين الأساسين: الرحمة والعفاف.. فلا يقف في وجه
العدالة، ولا ينحرف بها إلا القسوة والطمع.
وفي حديث آخر قال a:(ثلاثة
لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم، يرفعها الله فوق
الغمام، وتفتح لها أبواب السماء)، ويقول الرب:(وعزتي وجلالي لأنصرنك، ولو بعد حين)[2]
انظروا ما يحمله هذه الحديث من معان عظيمة.. لقد ضمن رسول الله a للإمام العادل استجابة الدعاء.. والدعاء
لا يستجاب إلا من قريب.
وانظروا كيف قرنه a
بالصائم .. فالعدل لا يتحقق إلا لمن انتصر على نفسه، وعرف كيف يهذبها.
وانظروا ذلك التحذير الخطير الذي يحمله ربطه a الإمام العادل بدعوة المظلوم.. وكأنه
ينبئ عن علاج يعالج به مرض الجور، وهو التحذير من دعوة المظلوم.
قال الكواكبي: حدثتنا عن الإمام العادل، فحدثنا عن الإمام الجائر.. ذلك
الذي يشوه الإسلام، ويقف حجابا بين البشر والدخول في دين الله أفواجا.
قال الشعراوي: لقد ورد في الحديث قوله a :(إن أشد الناس عذابا يوم القيامة من قتل نبيا أو قتله نبي
وإمام جائر)[3]