عن ركب الحضارة.. فراح يبحث عن أسباب ذلك، ويدعو إلى علاجه.. فقد علم
أنه لا يمكن أن يدخل الناس في دين الله أفواجا، وهم يرون المسلمين بذلك التخلف.
أشار إلى آخر، وقال: ذاك الشعراوي[1].. لقد رأى أن ما عليه المسلمون
من بعد عن كتاب ربهم، وعن بحار العلوم التي يبشر بها هو السبب في ذلك الجهل
والتخلف الذي قعد بهم عن وظيفة الشهادة التي كلفوا بها.. فراح يبحث عن السبل التي
يبلغ بها كلام ربه، ورسالة ربه ليدخل الناس من خلال أنوارها في دين الله أفواجا.
أشار إلى آخر، وقال: ذاك ديدات[2].. لقد رأى أن ما عليه المسلمون
من جهل بما
[1] نشير
به إلى الشيخ محمد متولي الشعراوي (1329 - 1419هـ)، العالم الفقيه المفسِّر
الداعية، أحد دعائم الفكر الإسلامي الحديث بمصر، وركيزة من ركائز الدعوة الإسلامية
في النصف الثاني من القرن العشرين.
كان للشيخ الشعراوي أسلوب فريد في التفسير يجمع بين أصالة التفاسير
القديمة ومعاصرة الواقع العلمي المبتكر، له باع طويل في التوفيق بين الدين والعلم،
وربط حقائق الإسلام بأحدث النظريات العلمية المعاصرة.
ليس للشيخ الشعراوي مؤلفات بعينها، غير أن أصحاب الأقلام ودور النشر
الكبرى وهيئات علمية كثيرة أخذت أحاديثه المذاعة تليفزيونيًا وإذاعيًا، وتسجيلاته
المختلفة وطبعتها في صورة مجلدات وكتب كبيرة بالإضافة إلى مئات المقالات في
الصحافة العربية والإسلامية.
[2] نشير
به إلى أحمد حسين ديدات (1337هـ- 1918م)، وهو داعية إسلامي كبير من جنوب إفريقيا
(أصله من مدينة سيرات بالهند، وقد هاجر والده إلى دولة جنوب أفريقيا بعد وقت قصير
من ولادته)، ظلَّ يعمل في مجال الدعوة الإسلامية حوالي خمسة وثلاثين عامًا. اشترك
في العديد من المؤتمرات الإسلامية الإقليمية والدولية، وألقى محاضرات كثيرة في
العديد من الدول الإسلامية وغير الإسلامية مثل: المملكة العربية السعودية والبحرين
والإمارات العربية وبريطانيا والولايات المتحدة، وعقد مناظرات عديدة مع خصوم
الإسلام والمناوئين له.
بالإضافة إلى ذلك، قام بإنشاء معهد السلام الإسلامي لتدريب الطلاب على
القيام بالدعوة الإسلامية، وأصدر العديد من الكتيبات والمنشورات التي تردّ على
خصوم الإسلام، وتدحض مزاعمهم.