وتذكرت تبشير الله لنبيه a بدخول الناس في دين الله أفواجا:﴿ وَرَأَيْتَ النَّاسَ
يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً﴾ (النصر:2)
وتذكرت تلك الأحاديث التي بشر فيها رسول الله a البشرية بأنه سيأتي اليوم الذي ترمي فيه
أغلال الشياطين لتتحرر من عبوديتها، ومن عبودية الأهواء والشهوات التي تنصرف بها
عن حقيقتها.
تذكرت قوله a:(ليبلغن
هذا الأمرُ ما بلغ الليلُ والنهار، ولا يترك الله بيت مَدَر ولا وَبَر إلا أدخله
هذا الدين، بعِزِّ عزيز، أو بِذُلِّ ذليل، عزا يعز الله به الإسلام، وذلا يذل الله
به الكفر)[3]
وصحت في نفسي من حيث لا أشعر: متى يأتي ذلك اليوم؟.. متى ترتفع
الظلمات عن هذه البشرية التائهة؟.. متى تتنزل أنوار الهداية؟.. متى يدخل الناس في
دين الله أفواجا؟
بينما أنا كذلك أخاطب نفسي.. شعرت بيد تربت على كتفي وتقول لي:
تعال.. فقد آن لك أن تلقى من يسلك القفار، ويقطع البحار، لينشر الأنوار.
قلت: تقصد الفم العاشر.. ذلك الذي أبحث عنه.
قال: إن كان الفم العاشر هو فم (الشاهد).. فهو ما سأدلك عليه؟