responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي الهادي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 383

ذهب بي الفاسي إلى محل اختبار الخطباء، وطلب منهم النظر في قدراتي، ومدى استعدادها لهذا الفن من فنون الهداية.

بعد اختبارات كثيرة منها ما يرتبط بالعلم، ومنها ما يرتبط بالقدرات الصوتية، ومنها ما يرتبط بالنضج التربوي، ومنها ما يرتبط بالنواحي الأمنية.. أذن لي بالدخول إلى قاعة الخطابة، وقد تعجبت إذ وضعوا على عيني عصابة حتى لا أرى شيئا.

وبعد أن سرت في سراديب كثيرة، فتحوا العصابة عن عيني، فوجدت نفسي في مغارة تملأ النفس رعبا، التفت، فرأيت ناسا كثيرين، كل منهم يعتلي صخرة، ويخطب بقوة، وكأنه أمام الجماهير العريضة من الناس.

سألت الفاسي عن سر هذا، فقال: نحن هنا نعلم الخطباء جميع فنون الخطابة.

قلت: فلم اخترتم هذه المغارة؟.. ولم عسرتم السبيل إليها كل ذلك التعسير؟

قال: لسببين: أما أولهما، فهو ما رأيته من أولئك المصارعين الذين ملأوا الأرض لهيبا والنفوس ظلمات.. وأما الثاني، فما عبر عنه الحكيم بقوله:(ادفن وجودك في أرض الخمول، فما نبت مما لم يدفن لن يتم نتاجه)

قلت: فهمت الأول، ولم أفهم الثاني؟

قال: ألم تتعلم في مدرسة أبي مدين ما يحمله الجاه من بذور الانحراف؟

قلت: بلى.. لقد عرفت أنه سم زعاف، لا يحل بنفس إلا أوردها المهالك.

قال: فالمنبر الذي يرتقي عليه الخطيب هو المزرعة التي يستنت فيها الجاه.. ألا تراه كيف يصعد أعلى درجاته ليقول للناس:

أنا ابن جلا وطلاع الثنايا

متى أضع العمامة تعرفوني

قلت: عهدي بالإسلام يحرم كل ما يغذي الشر في النفوس، فكيف ترك المنبر مع خطره هذا؟

نام کتاب : النبي الهادي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 383
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست