مسعود في العلم.. وقد قال فيه رسول الله a:(ما أظلت الخضراء، ولا أقلت الغبراء على
ذي لهجة أصدق من أبي ذر.. من سره أن ينظر إلى زهد عيسى بن مريم، فلينظر إلى أبي
ذر)[1]
قال: ومع هذا الفضل العظيم.. فقد نصحه a بأن لا يتولى الإمارة.. بل نَصَحَهُ أن
لا يقترب منها..
قال: فقد لاحظ رسول الله a في هذا طباع أبي ذر.. فأبو ذر صادق وزاهد.. ولكن طبعه الذي جبله
الله عليه لا يسمح له بتولي الإمارة.
قلت: وعيت هذا..
قال: فقد كان a
يلاحظ الطباع في جميع ما يفعله، وما يتعامل به..
القدرات:
قلت: وعيت ما ذكرته في الخانة الأولى.. فما (القدرات) التي وضعتها في
الخانة الثانية؟
قال: كما أن البشر يختلفون في طباعهم التي طبعوا عليها يختلفون كذلك
في توجيههم للقدرات والملكات التي وهبهم الله.. لقد قال الله تعالى يذكر ذلك:﴿
أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ
[1] رواه
ابن سعد في الطبقات الكبرى.. وانظر: سير أعلام النبلاء: 2 / 59.