قال: قال: لقد ورد في النصوص الكثيرة اعتبار الخشية من الله خلقا من
أخلاق المؤمنين، ومقاما من مقامات السالكي، ففي الحديث قال a:(لا يلج النار رجلٌ بكى من خشية الله
حتى يعود اللبن في الضرع، ولا يجتمع غبارٌ في سبيل الله ودخان جهنم)[1]
وقال a:(سبعةٌ يظلهم الله في ظله يوم
لا ظل إلا ظله: إمامٌ عادلٌ، وشابٌ نشأ في عبادة الله تعالى، ورجلٌ قلبه معلقٌ في
المساجد، ورجلان تحابا في الله، اجتمعا عليه، وتفرقا عليه، ورجلٌ دعته امرأةٌ ذات
منصبٍ وجمالٍ، فقال: إني أخاف الله، ورجلٌ تصدق بصدقةٍ فأخفاها حتى لا تعلم شماله
ما تنفق يمينه، ورجلٌ ذكر الله خالياً ففاضت عيناه)[2]
وقال a:(ليس شيءٌ أحب إلى الله تعالى
من قطرتين وأثرين: قطرة دموعٍ من خشية الله، وقطرة دمٍ تهراق في سبيل الله. وأما
الأثران: فأثرٌ في سبيل الله تعالى، وأثرٌ في فريضةٍ من فرائض الله تعالى)[3]
قلت: هذا ما ورد به النص من أقوال النبي a.. فهل ورد في الفعل ما يؤكده، فإني رأيت
نفرا يحتقرون مثل هذا المقام، ويعتبرنه دليلا على قصور السالكين.. وهم يذكرون أن
العارفين الكبار بمنأى عنه؟
قال: لقد كان رسول الله a أعرف العارفين بالله، وكان مع ذلك أعظم الناس خشية لله، وقد حدث
جابر أن رسول الله صنع شيئا، فرخص فيه، فتنزه عنه قوم، فبلغ ذلك رسول الله a، فخطب، فحمد الله، ثم قال: (ما بال
أقوام يتنزهون عن الشئ أصنعه؟ فوالله إني