قال: أجل.. فقد رأيت أن كل إنسان يختلف عن غيره في طباعه وقدراته
وتوجهاته وأحواله وحاجاته، وأحيانا يكون الشخص من عائلة معينة، وتكون لهم أعراف
معينة.. فلذلك صارت الخانات ستا.
قلت: من أي عالم نفس.. أو من أي عالم اجتماع.. استلهمت هذه المعاني؟
قال: من عالم العلماء، وإمام الأئمة، وهادي الهداة وحكيم الحكماء..
قلت: من؟
قال: ومن غير السراج المنير الذي أنار الله به عوالم الدين والدنيا!؟
قلت: محمد رسول الله !؟
قال: مبتدع أنا إن سرت خلف غيره.. ودني همة أنا إن اخترت لنفسي قالبا
غير القالب الذي اختاره.
قلت: فحدثني عن شواهد استنانك.. فلا يمكن أن نثبت السنة إلا بالسنة.
قال: وبالقرآن.. ألم يكن خلق محمد a هو القرآن؟
قلت: بلى.. هكذا ذكر المحدثون.
قال: بل هكذا حدث القرآن وحدثت السنة وحدثت السيرة.. وحدث كل من شهده
a وتشرف بصحبته.
الطباع:
قلت: فلنبدأ من الخانة الأولى.. ما الذي تريده بالطباع؟
قال: لقد تأملت الخلق، فرأيتهم متفاتين في طباعهم تفاوتا
عجيبا، فرأيت منهم
صاحب الحس المرهف، الذي يتأثر بالعاطفة، ويستجيب للموعظة بسهولة.. ورأيت منهم
العقلاني الذي لا يناسبه إلا الطرح العقلي، والاستدلالات العقلية.. ورأيت منهم الذي
يؤخذ