responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي الهادي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 294

يتخذوا له محلا خاصا، فأبى، ففي الحديث: قال العباس : يا رسول الله إني أراهم قد آذوك، وآذاك غبارهم، فلو اتخذت عريشا تكلمهم فيه، فقال رسول الله :(لا أزال بين أظهرهم يطئون عقبى وينازعوني ثوبي، ويؤذيني غبارهم، حتى يكون الله هو الذي يرحمني منهم)[1]

قلت: فمخالطة المعلم لتلاميذه هي ما تريده بالتأليف.

قال: أجل.. فالمعلم الذي يخالط تلاميذه، ويتخذهم أصحابا يفيدهم أكثر بكثير من ذلك الذي يستعلي عليهم.

قال بعض الطلبة: ولكن بعض المعلمين يرى أن في ذلك سقوطا لحرمة الأستاذ.. فلذلك يفرض من السنن ما يملأ مجلس العلم هيبة من أستاذه.

قال: لا يمكن أن ينجح المعلم إلا إذا فرض هيبته على تلاميذه.. ولكن هذه الهيبة لا تعني الكبر.. ولا تعني كل ما يفرضه الكبر من سنن..

لقد قال أنس بن مالك : (ما كان شخص أحب إليهم من رسول الله a، وكانوا إذا رأوه لم يقوموا له، لما يعلمون من كراهيته لذلك)[2]، بل إن رسول الله a قال:(من أحب أن يتمثل له الناس قياماً فليتبوأ مقعده من النار)[3]

قلت: فهل سن رسول الله a سننا غير هذا لتحقيق الألفة؟

قال: كثيرة هي تلك السنن التي تؤلف القلوب:

منها بذل السلام.. كما قال رسول الله a:(إذا لقي أحدكم أخاه فليسلم عليه، فإن حالت بينهما شجرة، أو ‌جدار، أو حجر ثم لقيه، فليسلم عليه)[4]، وقال a:(لا تدخلوا الجنة


[1] رواه ابن إسحاق الزجاجي في تاريخه.

[2] رواه الترمذي في كتاب الأدب وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه.

[3] رواه أحمد وأبو داود والترمذي.

[4] رواه أبو داود.

نام کتاب : النبي الهادي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 294
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست