قال بعض الطلبة: مما يروى في ذلك أن رسول الله a كان يستعمل ـ أحيانا ـ الرسوم التوضيحية، فقد خطَّ مرة خطًّا
مربعاً، وخطَّ خطًّا في الوسط خارجاً منه، وخطَّ خططا صغاراً إلى هذا الذي في
الوسط من جانبه الذي في الوسط، وقال: (هذا الإنسان، وهذا أجله محيط به، أو قد
أحاط به، وهذا الذي هو خارج أمله، وهذه الخطط الصغار الأعراض، فإن أخطأه هذا نهشه
هذا، وإن أخطأه هذا نهشه هذا)[1]
قال آخر: ومما يروى في ذلك عن عبد الله بن مسعود قال: خط رسول الله a خطاً بيده، ثم قال:(هذا سبيل الله
مستقيماً)، وخط عن يمينه وشماله ثم قال:(هذه السبل ليس منها سبيل إلا عليه شيطان
يدعو إليه)، ثم قرأ:﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ
وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ﴾ (الأنعام: 153)[2]
قال آخر: وكان a
يضرب المثل ليبسط بها المعلومة، ويقربها، ومما يروى في ذلك قوله a:(مثل القائم على حدود الله والواقع فيها
كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، فكان الذين في
أسفلها إذا استقوا من الماء مرُّوا على من فوقهم فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا
خرقاً ولم نؤذ من فوقنا، فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاً وإن أخذوا على
أيديهم نجوا ونجوا جميعاً)[3]
التشويق:
قلنا: عرفنا الثانية.. فما الثالثة؟
قال: هو ما أشار إليه قوله تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ﴾
(الصف:10)