قلنا: فكيف نجمع بين العلم والنصح، فيكون علمنا نصحا، ونصحنا علما؟
قال: هي سبعة.. من استكملها، فقد استكمل الجمع بينهما، ومن ضيعها، أو
ضيع آحادها، فإن له منهما بحسب ما له منها.
النية:
قلنا: فحدثنا عن أولها.
قال: هو ما أشار إليه a في
حديث النيات.. فقد علمتم أن ذلك الحديث يدخل كل باب من الأبواب.
قلنا: فكيف يدخل هذا الباب؟
قال: من ذلك أن يقصد بتعليم طلبته وتهذيبهم وجه الله تعالى، ونشر
العلم، وإحياء الشرع، ودوام ظهور الحق، وخمول الباطل، ودوام خير الأمة بكثرة
علمائها، واغتنام ثوابهم، وتحصيل ثواب من ينتهي إليه علمه من بعدهم وبركه دعائهم
له، وترحمهم عليه.
قلت: فما علاقة النية بالنصح؟
قال: لا نصح بدون نية.. ألم تسمع قوله تعالى:﴿ إِنْ يُرِيدَا
إِصْلاحاً يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا﴾ (النساء: 35)؟
قلت: بلى .. وقد كتب بعض الأدباء إلى أخيه: أخلص النية في أعمالك
يكفك القليل من العمل.
ويروى عن بعض المريدين، أنه كان يطوف على العلماء يقول: من يدلّني
على عمل لا أزال فيه عاملاً للّه تعالى فإني أحبّ أن لاتجيء عليّ ساعة من ليلٍ أو
نهار إلاّ وأنا عامل من عمال اللّه تعالى، فقيل له: قد وجدت صاحبك اعمل الخير ما
استطعت، فإذا أقترت أو تركته فهمّ بعمله، فإن الهامّ بعمل الخير كعامله.