قال: هذا الذي كنت أخاف يا رسول الله، ألم أخبرك أنهم قوم بهت، أهل
غدر وكذب وفجور؟ قال: وأظهرت إسلامي وإسلام أهل بيتي، وأسلمت عمتي خالدة بنت
الحارث وحسن إسلامها[1].
قلت: ألأجل هذا ورد نهي العلماء عن اتباعهم اتباعا مطلقا؟
قال: أجل.. لقد خاف العلماء الورعون أن يكونوا حجبا عن أشعة الحقيقة،
فلذلك يحذرون من يتعلم على أيديهم من التبعية المطلقة لهم.
قال الشنقيطي: لقد كان قوله تعالى عن أهل الكتاب:﴿ اتَّخَذُوا
أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ
مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلَّا
هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ (التوبة:31) هو الذي جعلهم يذكرون
هذا..
قال بعض الطلبة: لقد ورد في تفسيرها عن عدي بن حاتم قوله: أتيت النبي
a، وهو يقرأ في سورة براءة:﴿
اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ
وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً
لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ (التوبة:31)، فقال:
(أما إنهم لم يكونوا يعبدونهم، ولكنهم كانوا إذا أحلوا لهم شيئا استحلوه، وإذا
حرموا عليهم شيئا حرموه)[2]
قلنا: فما الرابع؟
قال: هو ما أشار إليه قوله تعالى:﴿ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً﴾
(الفرقان: 59)
قلنا: فما في هذه الآية من حقوق العالم؟
قال: من حق العالم أن يسأل.. فلا أضيع للعلم من ترك السؤال والبحث
والنظر.