فكثر فيه لغطه، فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك: سبحانك اللهم
وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا الله، أستغفرك وأتوب إليك؛ إلا غفر له ما كان في مجلسه
ذلك)[1]
قال آخر: وفي حديث آخر: كان رسول الله a يقول بأخرةٍ إذا أراد أن يقوم من
المجلس: (سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك)، فقال
رجل: يا رسول الله، إنك لتقول قولاً ما كنت تقوله فيما مضى؟ قال: (ذلك كفارةٌ لما
يكون في المجلس)[2]
قلنا: فحدثنا عن التاسع.
قال: هو ما أشار إليه قوله تعالى:﴿ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ
إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ ﴾ (لقمان: 19)
قلنا: تقصد خفض الصوت.
قال: بحيث يسمعه السامعون.. فلا يتجاوز به مسامعهم، ولا يقصر به
عنها.
قلنا: فما أثر عن سلفكم في هذا؟
قال: لقد اتفق أهل الله من ورثة رسول الله a على أن على المعلم في درسه ألا يرفع
صوته زائداً على قدر الحاجة، ولا يخفضه خفضاً لا يحصل معه كمال الفائدة.
ورووا في ذلك عن النبي a قوله:(إن الله يحب الصوت الخفيض، ويبغض الصوت الرفيع)[3]
وذكروا أن الأولى أن لا يجاوز صوته مجلسه، ولا يقصر عن سماع
الحاضرين، فإن حضر فيهم ثقيل السمع فلا بأس بعلو صوته بقدر ما يسمع.