عن المنكر، ولتأخذُنَّ على يد الظالم، ولَتَأطرنَّه على الحق أطْرا
أو تقصرنه على الحق قصرًا)[1]
قلنا: عرفنا ما يفهمه طالب العلم من الثامنة، فما الذي يستفيد من
التاسعة، وهي قوله تعالى:﴿ وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي
أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ
الْحَمِيدِ﴾ (سـبأ:6)؟
قال: ألا ترون كيف وصف الله النهاية التي يبلغها أهل العلم.. أو
النتيجة التي يصلون إليها؟
قلنا: أجل.. لقد ذكر الله أن النتيجة النهائية التي يصل إليها أهل
العلم هي أن يعلموا أن ﴿ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ
الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ﴾
قال: فالعالم هو الذي لا يغفل عن هذا النوع من العلم.. لأنه لن يصل
إلى لباب العلم به.
قلنا: فأين نجد هذا العلم؟
قال: العلوم صنفان: علوم حقائق.. وهي تدلك على أن كل ما أنزل على
محمد a هو الحق الذي لا مرية فيه.. وعلوم
سياسات.. وهي تدلك على أن كل ما أنزل على محمد a هو الصراط المستقيم الذي يتوافق مع
الفطرة، ولا يصلح الإنسان إلا به.
قلت: فما فائدة هذا لطالب العلم؟
قال: أن لا يقتنع طالب العلم بأي نهاية حتى يصل إلى هذه النهاية..
وهذه النهاية لا حد لها.. فلذلك يظل طول عمره باحثا سالكا سائرا.
قلنا: عرفنا ما يفهمه طالب العلم من التاسعة، فما الذي يستفيد من
العاشرة، وهي قوله تعالى:﴿ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ
آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو
الْأَلْبَابِ﴾ (آل