قال: لو لم يكن له تأثيره في التحصيل لم نبدأ به.. لقد صحبت الوارث..
ولعله أخبرك عن مجالس رسول الله a..
فحدثنا عما رواه لك من أحاديث في هذا.
قلت: أجل.. لقد حدثنا عن بعضهم قال: كنا عند رسول الله a ما يتكلم منا متكلم، كأن على رؤوسنا
الطير[1].
وفي رواية: أتيت رسول الله a، وأصحابه حوله، وعليهم السكينة، كأنما على رؤوسهم الطير، فسلمت، ثم
قعدت، وذكر الحديث[2].
وحدثنا عن آخر قال: خرجنا مع رسول الله a في جنازة رجل من الأنصار فانتهينا إلى
القبر، ولما يلحد، فجلس رسول الله a،
وجلسنا حوله، كأنما على رؤوسنا الطير[3].
وحدثنا عن آخر قال: كنا إذا قعدنا عند رسول الله a لم ترتفع رؤوسنا إليه إعظاما له[4].
قال: هل كان يمكن لرسول الله a أن يعلم أصحابه، ويستفيد أصحابه من أحاديثه وتعليمه في مجلس ترتفع
فيه الأصوات، ولا يرعى بعضهم حرمة بعض؟
قلت: لا.. لا يمكن ذلك.
قال: ولهذا كان رسول الله a يبدأ بالأدب قبل التعليم.. بل إن القرآن الكريم حض عليه وأمر به،
فقال:﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ
أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ﴾ (الحجرات:4)