قال: كانت الحاضرة الرابعة من حواضر الإسلام التي قدر لي أن ألتقي
فيها بوارث الهدي النبوي في مجال التعليم مدينة (شنقيط)..
وقد بدأت قصة التقائي بورثة هذا الهدي العظيم في صحراء قريبة منها..
كنت أسير في تلك الصحراء التي امتلأت حرا وجفافا، وأتعجب كيف استطاع
النبي a أن يخرج من مثل هذه الصحراء
أساتذة لا تزال جامعات العالم ومدارسه تنهل من علومهم، وتستفيد من حكمتهم، وتطمح
لأن يكون لها من اتقاد الذهن، وحدة الذكاء، وصفاء الذاكرة ما كان لهم.
وبالرغم من أن هذه الخواطر كانت تملؤني بالأشواق الجميلة إلا أني مع
ذلك كنت أشعر بألم عظيم.. لقد قلت لنفسي: كيف قصرت الأمة في حق هدي نبيها حتى جفت
تلك الآبار التي حفرها لنا، فصرنا لا نجد ما نروي به العالم المتعطش إلى أكمل هدي،
وأعظم هدي، وأنبل هدي؟
لقد صارت مدارسنا لا تخرج أمثال من تربوا في مدرسة رسول الله a.. وتعلموا فيها.. بل صارت تخرج المشاغبين
والمشردين ومشتتي الذهن، وممن يستعملون علومهم لاقتناص الدنيا..
صارت تخرج أمثال بلعم بن باعوراء.. وأمثال أولئك الذين شبههم الله
بالحمير التي تحمل أسفارا.
بينما أنا كذلك تتنازعني خواطر مسرة، وخواطر حزن، إذا بي أسمع صوتا
عذبا يترنم بلامية الشنفرى الممتلئة بالغريب، ومما سمعته منها قوله: