من الناس، قد مرجت[1] عهودهم وأماناتهم واختلفوا، وكانوا
هكذا، وشبك بين أصابعه)[2]
المعلومة
في اليوم الثالث، سرت مع الأمير إلى مدرسة من المدارس التقنية،
وقد تعجبت من مسيره إليها، وقلت: ما عسى الرجل يتحدث في هذا المحل.. وهو محل لا
يتحدث إلا عن الصنائع والأكوان؟
أحسست أنه قرأ ما في خاطري، فقال: لقد تحول هذا المحل ـ بحمد
الله ـ وبفضل التوجيه الصادق إلى محراب من محاريب العبادة.. لقد صارت المخابر
منابر.. وصارت المراقب والمراصد مجالي للتأمل في خلق الله وعبودية الله من خلال
النظر إلى أكوانه.. وصارت الآلات التي انشغل بها الكثير عن الله مسابح يذكر الله
عند كل حركة من حركاتها.
قلت: كيف ذلك؟
قال: تعال معي لأدلك على منهج ذلك.
سرت معه إلى داخل تلك المدرسة التي ما إن رآه أهلها حتى هبوا
مسرعين إليه، وكأنهم معه على ميعاد، وقد رأيت في عيونهم من الأشواق لحديثه ما رأيت
في سابقيهم.