يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء)[1]، وقال: (.. ألا وإني نُهيتُ أن أقرأ
القرآن راكعاً أو ساجداً، فأما الركوع فعظِّموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في
الدعاء فقَمنٌ أن يُستجاب لكم)[2]
قال جعفر: فما سر قرب الساجد من الله؟
قال الصبي: لأن من راغم الشيطان، وراغم نفسه الأمارة بالسوء،
ورفع كل الحجب التي تحول بينه وبين مولاه استحق أن يقربه الله.
قال جعفر: فلم سن فيه الدعاء؟
قال الصبي: الدعاء طلب.. والطلب لا يكون إلا من الفقراء
والمساكين.. ولا يتحقق العبد بالمسكنة في موضع كما يتحقق به حال سجوده.
قال جعفر: فما تحفظ من سنة رسول الله a في سجوده؟
قال الصبي: لقد أمرنا أعرف العارفين بالله أن نقول حال سجودنا
(سبحان ربي الأعلى)
قال جعفر: فما سر ذلك؟
قال الصبي: لا يعرف العبد كمال علو مولاه إلا عندما يكون في
أوضع أحوال عبوديته.. وذلك لا يتحقق في محل كما يتحقق في السجود.
قال جعفر: فهل ورد في سنة رسول الله a غير هذه الصيغة؟
قال الصبي: أجل.. منها (سبُّوحٌ قُدُّوسٌ ربُّ الملائكة
والروح)، ومنها (سبحان ذي الجَبَروتِ والمَلَكُوتِ والكِبرياءِ والعَظَمة)
ومنها (اللهم إني أعوذ برضاك من سَخَطك، وأعوذ بمعافاتك من
عقوبتك، وأعوذ بك