responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 86

فيها.. ولكن هذا المحل خصوصا لا يختلف أي مؤمن فيه.. فهو محل لربط القلوب وجمعها على الله.. ولا أحد يخالف في ذلك.

إن هذه الزاوية تضم طوائف مختلفة وفرقا متباينة يغذي بعض المغرضين الصراع بينها، ولا محل يصلح لاجتماع قلوبها مثل هذه الزاوية..

إن هذه الزاوية تضم الجعفري والزيدي والإباضي والظاهري والمالكي والشافعي والحنفي والحنبلى والمعتزلي والأشعري والماتريدي.. وتضم إلى جنبهم الطرق الصوفية المختلفة.. والحركات بمختلف توجهاتها.. فالكل لا يجتمع في محل كما يجتمع في هذا المحل..

قلت: فكيف ظهر لكم أن تؤسسوها؟

قال: نحن لم نؤسسها.. نحن جددناها فقط.. أما مؤسسها، فهو محمد رسول الله a.. فهو الرسول الذي دعانا إلى التآخي في الله.. وكلمة التآخي في الله لا تتحقق إلا في ظلال ذكر الله.

أشار إلى ناحية في الزاوية كان يجتمع فيها قوم من الذاكرين غابوا في ذكرهم عن جميع ما حولهم، وقال: أتبصر هؤلاء؟

قلت: أجل.. أراهم قد غابوا في ذكرهم عن كل ما حولهم.

قال: إن هؤلاء الذي تراهم جمعوا جميع فرق الأمة وطوائفها، ومع ذلك لا ينكر بعضهم على بعض، ولا يؤذي بعضهم بعضا..

قلت: فما سر ذلك؟

قال: من عرف مولاه، فشغل لسانه بذكره، وقلبه بحبه، وعقله بالتعرف عليه، ونفسه بالتأدب بين يديه، لن يفكر فيما يفكر فيه البلهاء الغافلون..

قلت: فهل ابتدع هؤلاء هذه الجلسة، أم هم مقتدون فيها بسنة من سنن محمد؟

نام کتاب : النبي الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 86
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست