responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 627

يقول:

أنا النبـيّ لا كَـــذب أنا ابن عبــدِ المطلـب

ثم ترجَّل عن مَطِيّته؛ وقال: (أنا عَبْد الله ورسوله)، ورفع يديه يسأل الله ويدعوه.

إخواني وخلاني.. هل سمعتُم بقائد باسل لا يُبالي بقِلّة جيشه ونقص عُدّتهم، ولا ينكص علَى عَقِبيه، ولا ينسحب من ساحة القتال وإن تفرّق عنه جنده، ويستغني عن سلاحه باستنجاد ربه وطلب نصرته؟ ذلك كان مبلغ ثقته بالله، ويقينه بنصرته، واعتماده علَى مَدَده.

سكت قليلا، ثم قال: لعلكم سمعتُم بواعظ يعظ الناس بأن يحبوا أعداءهم، ويحثهم علَى مودة مُبغضيهم.. لكن هل رأيتُم مثالًا عمليًّا على ذلك؟

إن شئتم أن تروا هذا المثال فتعالَوا معي إلَى مدينة محمد؛ لنرى أمثلة رائعة للعمل بالمبادئ لا أظنكم ترون مثلها في أمكنة أخرى.. اتْرُكوا ما جرى في مكة؛ فإن محمدا لم تكن له فيها قوة؛ فلا نضرب المثل منها للحِلْم والعفو عن مَقْدِرة.

لاشك أنكم تعرفون مكانة أبي سفيان من مُشركي قريش، ونشاطه في مقاومة الإسلام؛ حتى لم يَدَع محمدا يقر قراره ويطمئن باله في المدينة، وهو الَّذِي زحف بالجيوش، وعبَّأ المشركين في بدر وأُحُد والخَندق، وكان قائدهم في معظم الحروب الَّتِي قامت بين المسلمين ومُشركي العَرَب، وكم من مسلم قُتِل، وجريح جُرِح في تلك المعارك، لكن أبا سفيان هذا ـ مع كل ما تقدَّم منه ـ جاء إلَى محمد مع عَمّه العباس قبل فتح مكة، ولو أنه قتله لكان بذلك معذورًا، لكن رحمته وسعت أبا سفيان؛ فشمله بعفوه، ولم يكتَفِ بالعَفْو؛ حتَّى أكرمه وأعزّه ونادَى في الناس يوم فتح مكة: (مَن دخل دار أبي سفيان فهو آمن)

لاشك أنكم تعرفون هندا ـ زوج أبي سفيان ـ في الحروب؛ وهي التي كانت مع لداتها من نساء المشركين ترجُز وتحرِّض على القتال، وتخطب في غزوة أُحُد، وهي التي مثَّلت بعمِّ محمد حمزةَ؛ فلما رأى محمد عمَّه حمزة بعد الحرب وقد مُثِّل به؛ جَزِع لذلك المنظر المؤلم،

نام کتاب : النبي الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 627
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست