responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النبي الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 586

في الإسلام[1].. بل لو اعتبرنا الإسلام هو الدين الوحيد الذي قال بالتوحيد، ونادى به وأفرد الله بالألوهية.. لم نكن كاذبين.. فالتوحيد فيه عقيدة وحياة ومواجيد.. وهو فيه معارف عقلية، وطمأنينة قلبية، وأذواق روحية..

قال رجل من الجمع: لقد ذكرت منابع الشرك التي بسببها انحرفت الأديان عن التوحيد.. فكيف وقي الإسلام منها؟

قال: أما الأمر الأول.. فكل النصوص المقدسة للمسلمين تنص على معنى هذه الآية:﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ﴾ (الشورى: 11).. ومعنى هذه السورة التي لم أر لها مثيلا في كل الكتب المقدسة ﴿ قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ، الله الصَّمَدُ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ ﴾(الإخلاص)

لقد كانت هذه الآيات وغيرها.. والتي يرددها المسلمون كل حين هي الحصن الذي حمى المسلمين من من دَنَس الشرك، ومن كل شوائبه.

التفت إلى الجمع بحنان، وقال: إخواني وخِلَّاني.. إياكم أن تظُنّوا أن الرسالة المحمدية نفت شيئًا مما لله من عَظيم الرأفة، وواسع الرحمة بعباده، أو أبطلت ما لله في عباده من حنان؛ إنها لم تفعل ذلك؛ بل وثَّقت حبل الله الَّذِي يسَّره لعباده، وزادته قوة؛ وإنما أبطلت ما زاد على ذلك من أوهام تفضي إلَى تجسيم الله أو تمثيله بشيء من خَلْقه، ومحت وسائل كاذبة تجرّ إلَى الإشراك بالله؛ مما اتَّخذته الأمم السالفة فضَلَّت به وأضلت.

أما ما عدا ذلك؛ فإن الإسلام أشاد بما بين الله وعباده من رابطة؛ هي أشدّ وأقوى من كل ما يمت به المَخلُوقون بعضهم إلَى بعض ـ من نسب ورحم وآصرة ودم ـ فالإنسان الَّذِي يعيش في طاعة الله أقرب إلَى الله من قرابة الولد لوالده.

انظُروا كيف أراد القرآن أن يعلِّم الصالحين من عباد الله بأن الله يحبهم كما يجب الأب


[1] انظر التفاصيل الوافية الدالة على هذا في رسالة (الباحثون عن الله) من هذه السلسلة.

نام کتاب : النبي الإنسان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 586
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست