ابتسم الصالحي، وقال: كيف تختلفون في
الاستئذان.. وقد ورد في القرآن الكريم ذكر كيفيته والآداب المرتبطة به؟
قال الرجل: نحن لم نختلف في ذلك.. ولكنا
اختلفنا في المحل الذي نجلس فيه عند الاستئذان.
قال الصالحي: فما رأيت أنت؟
قال الرجل: رأيت أنه من السنة ألا نستقبل
الباب بوجوهنا، فعسانا نرى ما في الداخل بعد فتحه، وقبل أن يؤذن لنا.
قال الصالحي: فما قال أصحابك؟
قال الرجل: لقد ذكروا أن هذا اجتهاد..
ولا يصح الاجتهاد في إثبات السنة.
قال الصالحي: صدقت.. والحق معك في هذا
حتى لو كان اجتهادا.. فآداب الاستئذان التي وردت في النصوص معقولة المعنى.. وهي
لذلك يصح الاجتهاد فيها، والاحتياط لمراعاتها.
ومع ذلك.. فقد وردت الروايات تخبر بأن ذلك
هو سنة رسول الله a، فلم يكن a يستقبل الباب بوجهه.. فعن عبد الله بن
بسر المازني قال: كان رسول الله a إذا
أتي باب قوم يمشي مع الجدار، ولم يستقبل الباب من تلقاء وجهه، ولكن من ركنه الأيمن
أو الأيسر، ويقول: (السلام عليكم)، فإن أذن له وإلا انصرف، وذلك أن الدور لم يكن
عليها يومئذ ستور[1].
قالت الجماعة: بورك فيك.. فقد علمتنا ما
كنا نجهله من سنة رسول الله a.
قال الرجل: بورك فيك.. فقد بنيت المسألة
على مراعاة المصالح مع أن النص صريح