يجعلني جبارا عنيدا)، ثم قال رسول الله a: (كلوا من جوانبها، ودعوا ذروتها
يبارك لكم فيها)، ثم قال: (خذوا فكلوا فوالذي نفسي بيده لتفتحن عليكم أرض فارس
والروم حتى يكثر الطعام فلا يذكر عليه اسم الله تعالى)[1]
وكان من تواضعه a
أنه لم يكن يأكل متكئا.. فعن أبي جحيفة أن رسول الله a قال لرجل عنده: (لا آكل متكئا) [2]
قلت: لقد سمعت بأنه أكل متكئا في بعض المواقف.
قال: ذلك مثله شربه قائما.. فهو للضرورة، أو لرفع الحرج.. ومما
روي في أكله متكئا ما حدث به خباب قال: (رأيت رسول الله a يأكل قديدا في طبق متكئا، ثم قام
إلى فخارة فيها ماء فشرب)[3]
ومثل ذلك ما روي من أكله ماشيا.. فعن ابن
عباس أن رسول الله a دخل حائطا لبعض الأنصار، فجعل
يأكل الرطب فيأكل وهو يمشي وأنا معه[4].
قلت: فما كانت آدابه في الأكل غير ما
ذكرت؟
قال: كان a يبدأ بغسل يديه وفمه قبل الأكل، ويفعل ذلك بعد انتهائه منه،
ويأمر به.. فعن سلمان قال: (قرأت في التوراة أن بركة الطعام الوضوء قبله، فذكرت
ذلك للنبي a فقال:
(بركة الطعام بالوضوء قبله والوضوء بعده)[5]
وكان a يسمي الله عند إرادته الأكل، وكان يتشدد
في ذلك، بل كان يقبض يد من لم يسم عند الأكل.. فعن رجل خدم رسول الله a قال: (كان رسول الله a إذا قرب إليه طعامه